المثلية الجنسية هي الانجذاب العاطفي من قبل شخص لشخص آخر
من نفس الجنس،
... وتعد المثلية الجنسية في
الدول العربية جناية يعاقب عليها القانون بالسجن أو عقوبات أخرى.
ينظر العلم والطب إلى المثلية الجنسية على أنها نتيجة عوامل
بيولوجية ليست مرتبطة بعادات أو تقاليد معينة.
كما أنها بالمعنى العلمي
ليست شذوذا أو اختلالا كما يُنظر إليها في الكثير من المجتمعات.
وتذهب بعض الدراسات إلى تقدير نسبة المثليين
بحدود 4 إلى 5 بالمائة من سكان مختلف المجتمعات
وتعد المثلية
الجنسية ظاهرة قديمة قدم وجود الإنسان وتنتشر بين الذكور والإناث. وكانت
منتشرة في جميع الحضارات التي سادت في بلاد الرافدين ووادي النيل والصين
وبلاد الهند والإغريق، وتباينت النظرة إليها في تلك الحضارات والمجتمعات
المختلفة.
لكنها و بصورة عامة كانت ظاهرة مدانة وعلى وجه الخصوص من
الديانات الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية، وكان يعتبر الإنسان المثلي
في مجتمعاتنا ولا يزال منبوذاً ومحل الازدراء والسخرية ونتيجة لتلك النظرة والمعاملة القاسية
للمثليين، يخفي الكثيرين منهم حقيقة كونهم مثليين، مضطرين إلى الانصياع
للتقاليد والأعراف السائدة، كالعلاقة الزوجية مع الجنس الآخر والتظاهر
خلافاً لمشاعرهم وطبيعتهم الجنسية.
وقد تعرض المثليون إلى شتى أنواع أساليب
القسوة والعنف في كثير من البلدان بما فيها الإبادة الجماعية مثلما تعرض
لها المثليون في ألمانيا والدول التي وقعت تحت سيطرة الحزب النازي أثناء
الحرب العالمية الثانية، حيث شملتهم مذابح هولوكوست إلى جانب اليهود والغجر
والشيوعيون. وحتى في أيامنا هذه فان هناك دول تحكم بالموت على ممارسي
المثلية الجنسية كالسعودية وإيران والعراق.
ما هي الجنسية المثلية؟
لماذا نقول الجنسية المثلية وليس الشذوذ الجنسي؟
لأن عبارة الشذوذ الجنسي قد حملت على مدار السنين الكثير من
الإيحاءات المهينة والمقللة من شأن المثليين
أيضاً لفظ شذوذ جنسي لا يقدم وصفاً
واضحاً ودقيقاً للحالة. فللشذوذ الجنسي أنواع عديدة؛ مثل ممارسة الجنس مع
الحيوانات والتلصص والاستعراض وغيرها.
ولا يوجد تعريف شامل واحد للجنسية
المثلية. فربما من الأسهل أن نقول ما ليس هو جنسية مثلية. إن الجنسية
المثلية ليست عيباً وراثياً ولا اختلالاً هرمونياً ولا مرضاً عقلياً ولا هي
نتيجة لتسلط الأرواح الشريرة. الجنسية المثلية تعني انجذاب الرجال عاطفياً
وجنسياً للرجال أمثالهم والنساء للنساء.
لماذا يختبر الناس هذا الانجذاب لنفس الجنس؟
الجنسية
المثلية سلوك يتم تعلمه من خلال عوامل متعددة مركبة تشكل سلوك الإنسان.
منها ما يقع الإنسان تحت تأثيره بلا اختيار منه ومنها ما هو اختيار شخصي.
وان كثير من الجنسيين المثليين كانوا يشعرون منذ طفولتهم بأنهم مختلفين
وبالتالي يعتقد الكثيرون أنهم مولودون هكذا. أيضاً كثيراً ما تعطي المجلات
والتلفزيون الانطباع أن العلم قد اكتشف أن الجنسيين المثليين يولدون هكذا.
لكن الإحساس المبكر بالاختلاف ليس هو العامل الوحيد. فالبعض يعتقدون أن
بعض الناس يصبحون جنسيين مثليين لأنهم اختاروا ذلك .لكن أغلبهم لا يختارون
أن يكونوا هكذا فميلهم الجنسي ليس من الأمور التي يستطيعون أن يغيروها
بإرادتهم بسهولة. أيضاً ليس كل من يشعر بالميل نحو نفس الجنس يحب أن يُطلق
عليه لفظ Gay أو lesbian . عامل آخر يجب ملاحظته وهو ما حدث لهؤلاء الأشخاص
في حياتهم؛ فلربما تعرضوا لجروح نفسية تؤثر على شعورهم تجاه أنفسهم. وربما
تعرضوا للانتهاك الجنسي أو خبروا علاقات سيئة مع والديهم (من خلال الكثير
من التقارير التي أعدت مع من يصارعون مشاعر الجنسية المثلية فأن الكثيرين
تعرضوا لمثل هذه الأمور).
بالطبع ليس كل من يتعرض لإساءات جنسية أو من
كانت له علاقة سيئة بوالديه يصبح منجذباً نحو نفس الجنس وليس كل من لديهم
ميل لنفس الجنس تعرضوا للانتهاك الجنسي.
بمرور الوقت تعمل كل هذه
العوامل معاً: الجروح والانتهاكات التي تعرضوا لها و كم المساعدة التي
حصلوا أو لم يحصلوا عليها لتجاوز هذه الجروح والإساءات والاختيارات التي
اختاروا أن يفعلوها كرد فعل لهذه الجروح وكل هذا قد يؤدي في النهاية إلى
انجذابهم لنفس الجنس.
أن
الشخص المثلي ليس ضحية للظروف تماماً فاختياره الشخصي له دور أيضاً ولكن
التفاعل بين العوامل التي ليس له دور فيها والعوامل التي من اختياره معقدة
جداً وخاصة جداً بالنسبة لكل شخص .لذلك عندما نتعامل مع المثليين، يجب أن
ندرك ولايجب ان ننسى أنهم بشر مثلنا، لهم أحاسيسهم واحتياجاتهم. قد لا نتفق مع أسلوب
حياتهم، لكن هذا لا يحرمهم من حقهم في القبول والاحترام وحلرية العيش والتعبير عن الرأي